الثلاثاء، 24 مايو 2016

الأسرة العلوية المصرية



  • رحلت الحملة الفرنسية عن مصر بعد بدايتها بثلاثة أعوام وشهرين ، وتنازع السلطة فى مصر آنذاك ثلاثة قوى مختلفة المصالح ، كانت قد اتحدت فيما قبل على محاربة الفرنسيين ثم بدأت كل قوة تعمل علي تحقيق اطماعها الخاصة فى وادى النيل .
  • القوة الاولى هى تركيا ، التى فتحت مصر بحد السيف قبل ثلاثة قرون فأرادت أن تبقى مصر كإحدى ولايات السلطنة العثمانية .
  • والقوة الثانية هى انجلترا ، التي كانت تطمع فى احتلال المواقع الهامة على شواطىء مصر فى البحرين المتوسط والأحمر ، لتضمن لنفسها السيادة فى البحار فى طريقها إلى الهند .
  • أما القوة الثالثة ، فكانت المماليك الذين سبق لهم حكم مصر قبل الفتح العثمانى ، كما كانت لهم قوة لا يستهان بها إبان الحكم العثمانى نفسه .
  • وكما يقول عبد الرحمن الرافعى فقد تجاهلت هذه القوى الثلاث فى تنازعها على السلطة العامل القومى ولم تحسب حسابه ، لكن رجلا واحدا أدرك مدى تأثيرا هذا العامل لمن يستعين به وهو محمد على قائد الكتيبة الألبانية فى الجيش التركى فى مصر ، فتقرب إلى القوة الوطنية الشعبية .
  • وفى يوليو 1805 وصل محمد علي بفضل إرادة القوى الشعبية إلى منصب الوالى ولم يجد الباب العالى أمامه إلا إصدار فرماناً بذلك .
  • وفي سبيل تثبيت دعائم حكمه في مصر قام محمد علي بجهود جبارة أهمها التصدي للحملة الإنجليزية التي جاءت بقيادة الجنرال فريزر لمناصرة أعدائه المماليك سنة 1807، وقد أرسل السلطان العثماني لمحمد علي فرمانا يشكره على جهوده الناجحة في هذا الأمر ، ثم كانت الخطوة الثانية بالتخلص من الزعامة الشعبية بتقريب بعضهم ونفي البعض الآخر وعلى رأسهم السيد عمر مكرم سنة 1809، ثم جاءت الخطوة الحاسمة وهي التخلص من أمراء المماليك فيما عرف باسم مذبحة القلعة" سنة 1811 .
نظام الحكم فى اسرة محمد على من الولاية وحتى المملكة

أسس الأسرة محمد على باشا كوالى على مصر ومرت الأسرة بأربع مراحل لنظام الحكم خلال فترة حكمها والتى إمتدت لأكثر من مائة وخمسون عاماً فبدءاً بولاية عثمانية ، إلى خديوية عثمانية والى سلطنة مستقلة ثم أخيراً مملكة ، عُرفت مصر من خلالها بأم الدنيا وإزدهرت بها كل أنواع العلوم والفنون والأداب فصارت أعظم ممالك الشرق .

الولاية : 1805 - 1867
  • محمد على باشا : 1805- 1848
  • إبراهيم باشا : أقل من شهر سنة 1848
  • عباس حلمي باشا الأول : 1848- 1854
  • محمد سعيد باشا : 1854 – 1863
  • إسماعيل باشا : 1863- 1867

الخديوية : 1867 - 1914
  • الخديوي إسماعيل : 1867- 1879
  • الخديوي توفيق : 1879 – 1892
  • الخديوي عباس حلمي الثاني : 1892- 1914

السلطنة : 1914 - 1922
  • السلطان حسين كامل : 1914- 1917
  • السطان فؤاد : 1917 – 1922

المملكة : 1922 - 1953
  • الملك فؤاد الأول : 1922 – 1936
  • الملك فاروق الأول : 1936- 26/7/1952
  • الملك أحمد فؤاد الثاني تحت مجلس الوصاية ورئيسه الأمير محمد عبد المنعم : 1952- 1953
 
ماسم الملك/الخديوى/السلطانولادتهمدة حكمهوفاتهملاحظات
1محمد على باشا17691848-18051848ولاية
2ابراهيم باشا17981848-18481848ولاية
3عباس حلمى الاول بن طوسون باشا18131848-18541854ولاية
4محمد سعيد باشا18221854-18631863ولاية
5الخديوى اسماعيل18301863-18791895خديوية
6الخديوى محمد توفيق18521879-18921892خديوية
7الخديوى عباس حلمى الثانى18741892-19141944خديوية
8السلطان حسين كامل18531914-19171917سلطنة
9السلطان احمد فؤاد الاول18681917-1922 سلطنة
10الملك احمد فؤاد الاول 1922-19361936مملكة
11الملك فاروق الاول19201936-19521965مملكة
12الملك احمد فؤاد الثانى19521952-1953 مملكة




محمد علي باشا



مكان ولادة محمد علي باشا

محمد علي باشا بن ابراهيم آغا القوللي، ولد عام 1869 من أسرةٍ تعود إلى سلالةٍ ألبانية في مقدونيا، توفّي والده وهو بسن الطفولة فرعاه عمّه، وتوفي عمّه فرعاه أحد أصدقاء والده حتى وصل سنّ الشباب، وتعلّم فنون الفروسية، وفنون استخدام السيف، وأظهر محمد علي مهاراتٍ عاليةٍ مما مكنّه من الالتحاق بالجيشِ العثماني.

عند دعوة الباب العالي العثماني لحشد جيوشه لمواجهة الجيش الفرنسيّ في مصر كان محمد علي قد بَلغ الثلاثين من عمره، فانتقلَ إلى مصر كمعاون لرئيس كتيبة، وبعد انسحاب الفرنسيّين من مصر بقي محمد علي في مصر وارتبط محمد علي بعلاقاتٍ طيّبةٍ مع كثيرٍ من المصريّين وكان يحترم ميولهم للحريةِ والاستقلال.

نظراً لنجاح محمد على في عمله وحكمته وذكائه أعجب السلطان العثمانيّ بشخصيّته القياديّة فرقّي إلى عدّة مناصب بشكلٍ سريعٍ حتى أصبح نائباً للسلطان العثمانيّ ثمّ والياً على مصر.

إنجازات محمد علي في مصر
كانت أوّل مهمّة وضعها محمد علي نصب عينيه هي التخلّص من المماليك الذين كان لهم نفوذ في بعض مناطق مصر، كما أخضع جميع القبائل للقانونِ، فعمّ الأمن والاستقرار في ربوع البلاد.

والمهمة الثانية التى عمل عليها محمد علي هي بناء قوةٍ عسكريةٍ قادرةٍ على حماية مصر من أي اعتداء خارجيّ فعمل على تأسيس أول قوةٍ عسكريةٍ نظاميةٍ.

عمل اصلاحاتٍ داخليةٍ لتعزيز الأمن والاستقرار في البلاد.

أنشأ المدارس ونشر التعليم وأرسل البعثات إلى أوروبا لتلقي العلوم الحديثةِ.

طوّر أنظمة الريّ مستفيداً من مياه نهر النيل فاتّسعت الرقعة الزراعية وزاد الإنتاج.

قسّم الأراضي إلى وحدات أو مناطق وحدد أنواع الزراعة فيها ووزّعها على الفلاحين.

أدخل بعض أنواع الزراعات التي كانت غير معروفةٍ مثل زراعةِ القطنِ وقصب السكر، هذه المحاصيل أصبحت توفّر للخزينة نسبةً كبيرةً من إيراداتها مما مكّن الحكومة من القيام بالإصلاحات.

عمل محمد علي على بناء قوة عسكرية وأَسطولٍ بحري مما ساعده على خوض معارك خارجية كان أولها حربه على الوهابين في الحجاز ونجد وانتصر عليهم وضم البلاد إلى حكمه.

استغلّ رغبات الشعب المصريّ في الحصول على الحرية والاستقلال فحارب العثمانيين في سوريا ومناطق أخرى وضمّها لحكمهِ.

توفي محمد علي عام 1848 م بعد أن نقل مصر نقلةً حضاريةً كبيرةً وما زالت آثار أعماله ماثلةً للعيان مثل التُرع وأنظمة الري الأخرى، ومن حقه أن يلقب بعزيزِ مصر.

دخل محمد علي مصر ضابطاً صغيراً أثناء الحملة العثمانيةِ التي دخلت مصر لطرد الفرنسيينَ من البلاد، وخرج الفرنسيون وبقي محمد على يرتقي في السلّمِ الوظيفي إلى أن أصبح حاكماً لمصر.

مذبحة القلعة




الأسباب[عدل]

بسبب السرية البالغة في التحضير لها -إذ لم يعرف بها مسبقاً إلا أربعة: محمد علي ولاظوغلي وصالح قوش وطاهر باشا قائد الألبان- فلا يعرف بالضبط من صاحب الفكرة ودور كل واحد إلا أن تاريخ محمد علي في الخديعة والمكر منذ كان في بلده يشى أنه لم يكن محتاجا لمن يشير عليه بالمؤامرة. أما أسبابها فقيل أن سبب غدر محمد علي بمن استأمن إليه إنما هو لوقوفه على مكاتبتهم لمناوئيه مثل بكوات المماليك في الصعيد ووالى الشام سليمان باشا الكرجي وكان معادياً له ودأب على تأليب الباب العالى والمماليك ضده وكان محمد علي قد صادر هذه المكاتبات من المماليك أنفسهم. وقيل أن الإنجليز هم من حرضوا محمد علي على الفتك بالمماليك انتقاماً منهم لخذلانهم لهم إبان حملة فريزر 1807م وقيل أن محمد علي إنما فعلها بناءً على أوامر الباب العالى.
ولكن يبدو أن محمد على لم يفكر في الغدر بالمماليك إلا في 1811م حيث كان قبل ذلك يجتهد في محاولة الاتفاق معهم بعقد مفاوضات عدة بينه وبينهم انتهت إلى اتفاقات طالما نقضوها وكان يهدف من اتفاقه معهم تأمين حكمه واستخدام فرسانهم الأقوياء في محاربة الوهابيين إذ كان يعانى من ضعف وقلة فرسانه وجرب محمد علي معهم العديد من الأساليب فقد حاربهم وسالمهم وأقطعهم الإقطاعيات ومساواته لهم بكبار قادته.
وفى نوفمبر (1809) وبعد هجوم محمد علي على المماليك بالصعيد خضع هؤلاء لشروط صلح يقضى بأن يدفعوا الميري وكل الإتاوات والقروض الاستثنائية ويغادروا الصعيد ، لكنهم سرعان ما نقضوا هذا الصلح فأخذوا يماطلون في تنفيذه ويطلبون مهلة بعد أخرى حتى يسووا شؤونهم في الصعيد وما لبث الباشا أن ارتاب فبهم إذ بلغه أن هناك اتصالاات بينهم وبين دول أجنبية كفرنسا وبين شاهين بك الألفي والإنجليز وكان شاهين يطلب منهم ارسال جيش إلى مصر أو على الأقل يمدوه بأموال يستخدمها في تحريض الجند والناس ضد محمد علي لعله يصل إلى الحكم.
لذلك هدد محمد علي باستئناف القتال إن لم ينفذوا الاتفاق فاضطروا إلى الحضور إلى الجيزة في مايو 1810م لكنهم لم يركنوا للباشا فأخذ إبراهيم بك يسول لشاهين بك الألفي نكث عهده مع الباشا بل وأغرى كبار رجال محمد علي بالخروج عليه، واستجاب له شاهين فأنضم لهم شاهين بك بمماليكه مقابل حصوله على رئاسة بيت مراد بك وبذلك تتأتى له رئاسة المماليك كلهم، وهكذا لاح أمام محمد علي شبح اتحاد المماليك جميعهم ضده لأول مرة. ساءت العلاقات بين الطرفين وتأهبا للحرب إلا أن الباشا فضل الانتظار حتى يحل الفيضان فتغمر المياه الأراضى فيتعذر على المماليك الاستفادة من تفوقهم في الفرسان واستغل الوقت المتبقى من مايو حتى حلول الفيضان في ارسال حملة لتطهير الصعيد من المماليك الذين تخلفوا فيه. وفى الوقت نفسه نشط رسله في الإيقاع بين المماليك المتجمعين ضده في الجيزة، ونجحوا في إقناع فريق منهم بقبول الصلح مع الباشا وتوجه إليه بعض المماليك الأمراء بمماليكهم مستأمنين، وتزايدت الوحشة بين الطرفين.
وما إن ارتفعت مياه الفيضان حتى بدأت المعارك الحاسمة التي دارت عند الهوارة واللاهون في مديرية الفيوم في يوليه وأغسطس (1810م) وانتهت إلى هزيمة المماليك ومقتل الكثيرين منهم وأسر آخرين كما انضم كثيرون منهم إلى الباشا ومنهم زعيمهم الجديد شاهين بك الذي حضر للقاهرة مستأمناً للمرة الثانية، فأكرمه الباشا، ووعده بإعادته إلى مناصبه السابقة إذ يبدو أن الباشا كان حتى ذلك الوقت لم يكن غير سياسته تجاه المماليك، وهى إغراء المماليك بطاعته والترحيب بمن يحضر منهم إليه معترفا بسلطانه وضمهم لقادته وإلحاق فرسانهم بجيشه الذي يزمع إرساله للحجاز، وفى الوقت نفسه كان يعتزم تعقب البكوات الآخرين المخالفين لتشريدهم والتنكيل بهم لإجبارهم عل الاعتراف بسلطانه. لكن تآمر الفريقين معاً عليه المخالفين والمستأمنين جعله يغير سياسته ويعمل على القضاء عليهم جميعاً.
إذ أملى ذلك على الباشا عاملان: العامل الأول، دفع الباب العالى له لمحاربة الوهابيين وتلويحه له بتوريث باشوية مصر لأسرته مثل وجاقات الغرب مقابل هذه المساعدة أما العامل الثاني وقوف الباشا على تآمر المستأمنين في فبراير(1811م) على الفتك به وهو عائد في الصحراء إلى القاهرة من السويس حيث كان يشرف على إعداد السفن، اللازمة لنقل جنوده إلى الحجاز، وقد أفسد الباشا هذه المؤامرة بالعودة بسرعة إلى القاهرة قبل الموعد المتوقع لكن هذه المؤامرة يبدو أنها جعلته يغير سياسته تجاه المماليك ويقرر الفتك بهم قبل أن يفتكوا به. وعلى أية حال فربما يعزى قلة ومحدودية معارضة المصريين لمحمد على طوال مدة حكمه التالية على المذبحة (لم تحدث سوى انتفاضات في القاهرة( 1822-1823 )وفى جهات متفرقة من الوجهين البحري والقبلي أعوام (1823 )و( 1838-1839م) واستطاع محمد علي إخمادها دون أن تتطور إلى معارضة حقيقية لحكمه) إلى الأثر النفسي للمذبحة التي يبدو أنها أخافت المصريين من محمد علي وقضت على أية امكانية لنشوء ديموقراطية في مصر بسبب الرعب الذي انتشر من شخص محمد علي مدبر المذبحة.


الأحداث[عدل]

جاءت لمحمد علي باشا دعوة من الباب العالي لإرسال حملة للقضاء على حركة الوهابيين في نجد، دعا زعماء المماليك إلى القلعة بحجة التشاور معهم وتكريم الجيش الذاهب للحملة، وفي يوم الحفل (1 مارس 1811) استعد (محمد علي) للحفل وجاء زعماء المماليك بكامل زينتهم يركبون على أحصنتهم. بعد أن انتهى الحفل الفاخر دعاهم محمد علي لكي يمشوا في موكب الجيش الخارج للحرب.
يتقدم الموكب جيش كبير من الأحصنة التي يركبها جيش محمد علي باشا بقيادة ابنه (إبراهيم بك)، ثم طلب محمد علي من المماليك أن يسيروا في صفوف الجيش لكي يكونوا في مقدمة مودعيه. بالطبع نحن نعلم أن أرض القلعة الآن ليست مثل عام 1811 فكانت الأرض غير ممهدة ويصعب السير عليها وكانت الرؤية صعبة ومحجوبة على أمراء المماليك حيث كان يسير أمامهم جيش كبير من الرجال.
وفي هذه اللحظة خرج الجيش من باب القلعة وأغلقت الأبواب، أما الحراس الذين كانوا يعطون ظهورهم للمماليك استداروا لهم، وانطلقت رصاصة في السماء، ولم ينتبه المماليك إلا بعد فوات الأوان ! فقد كانت هذه هي الإشارة لبدء مذبحة لن ينساها التاريخ يوماً، وانهال الرصاص من كل صوب وحدب على المماليك.
والسر وراء اختيار باب "العزب" ليكون مسرحا لمذبحة القلعة والتي راح ضحيتها أكثر من خمسمائة رجل من رؤوس المماليك وأعيانهم هو أن الطريق الذي يؤدى إلى باب العزب ما هو إلا ممر صخرى منحدر تكتنفه الصخور على الجانبين، حيث لا مخرج ولا مهرب، لقد كان الأمر خدعة انطلت على المماليك ونفذتها مجموعة من جنود محمد علي باشا بإحكام، ففى ذلك المكان وكما جاء في كتاب "تاريخ عصر المماليك" للمؤرخ عبد الرحمن الرافعى قام محمد علي بدعوة أعيان المماليك إلى احتفال كبير بمناسبة تنصيب ابنه طوسون على رأس حملة متجهة إلى الحجاز لمحاربة الوهابيين، وقد لبى المماليك الدعوة وركبوا جميعا في أبهى زينة وأفخم هيئة، وكان عدد المدعوين حينها يزيد على عشرة آلاف شخص من كبار القوم ومختلف الطوائف، وسار الاحتفال على ما كان عليه الحال حينها في مثل هذه المناسبات من طعام وغناء إلى أن نادى المنادي برحيل الموكب، فعزفت الموسيقى وانتظم قرع الطبول، عندئذ نهض المماليك وقوفاً، وبدأ الموكب يسير منحدراً من القلعة، وكان يسبق المماليك كوكبة من جنود محمد علي باشا ومن ورائهم كان يسير جنوده الفرسان والمشاة وعلى إثرهم كبار المدعوين من أرباب المناصب المختلفة.
سار الموكب منحدراً إلى باب العزب، ولم يكد هؤلاء الجنود يصلون إلى الباب حتى ارتج الباب الكبير وأقفل من الخارج في وجه المماليك وتحول الجنود بسرعة عن الطريق، وتسلقوا الصخور على الجانبين، وراحوا يمطرون المماليك بوابل من الرصاص، أخذت المفاجأة المماليك وساد بينهم الهرج والفوضى، وحاولوا الفرار، ولكن بنادق الجنود كانت تحصدهم في كل مكان، ثم انهالت الطلقات مدوية من أمامهم ومن خلفهم ومن فوقهم تحصد أرواحهم جميعاً بلا رحمة، حتى قيل أن عدد القتلى في هذه الواقعة قارب الخمسمئة ومن نجا منهم من الرصاص فقد ذُبِح بوحشية، فقد سقط المماليك صرعى مضرجين في دمائهم، حتى امتلأ فناء القلعة بالجثث، ولم ينج ــ كما يقال ــ من هذه المجزرة سوى أمين بك الذي هرب بحصانه من فوق أسوار القلعة، واختلف حوله المؤرخون فقيل أنه كان في مؤخرة الركب لما شعر ببداية إطلاق النار قرر الفرار إلا أنه لم يكن أمامه سوى سور القلعة لذلك أخذ فرسه وقفز به من فوق سور القلعة وسقط حتى اقترب من الأرض قفز من فوق حصانة ليترك حصانة يلقى مصيره بينما نجى هو واتجه بعدها إلى بلاد الشام.
أما الرواية الثانية لهرب أمين بك فتحكي أنه جاء متأخراً إلى الحفل فوجد باب القلعة قد أغلق فشعر بالمكيدة فأخذ فرسه وهرب به إلى بلاد الشام وخلد قصته جورجي زيدان في روايته "المملوك الشارد". بينما كان هناك مملوك آخر يدعى علي بك السلانكلي لم يحضر الحفلة بسبب انشغاله في أحد القرى وبالتالي لم ينج سوي هذين المملوكين.
وصل خبر تلك المذبحة إلى الجماهير المحتشدة في الشوارع لمشاهدة الموكب فسرى الذعر بينهم، وتفرق الناس، وأقفلت الدكاكين والأسواق، وهرع الجميع إلى بيوتهم، وخلت الشوارع والطرقات من المارة، وسرعان ما انتشرت جماعات من الجنود الأرناؤوط في أنحاء القاهرة يفتكون بكل من يلقونه من المماليك وأتباعهم، ويقتحمون بيوتهم فينهبون ما تصل إليه أيديهم، وتجاوزوا بالقتل والنهب إلى البيوت المجاورة.
وكثر القتل، واستمر النهب، وسادت الفوضى ثلاثة أيام، قُتل خلالها نحو ألف من المماليك ونُهب خمسمائة بيت، ولم يتوقف هذا إلا بعد أن نزل محمد علي إلى شوارع المدينة، وتمكن من السيطرة على جنوده وأعاد الانضباط. وهكذا استطاع محمد علي باشا الانفراد بالحكم.
بقي مكان مذبحة القلعة الذي ما زالت تخيم عليه رائحة الموت شاهدا على ما حدث، ورغم مرور كل هذه السنوات فما زال يشعر كل من يعبر أمامه بالرهبة والانقباض وكأنه يحتفظ بين أحجاره وزواياه بصرخات المستغيثين من الموت.
ولم ينج من المماليك الأربعمائة والسبعين الذين دخلوا القلعة في صبيحة ذلك اليوم إلا أثنين هما "أحمد بك " و "أمين بك" كانا في مؤخرة الصفوف، واستطاع الأخير أن يقفز بجواده من فوق سور القلعة، وهرب بعد ذلك إلى الشام. كان زعيم المماليك إبراهيم بك في طرة وهرب عقب علمه بالمذبحة إلى السودان.

الأربعاء، 11 مايو 2016

سقوط الدولة الأموية



كانت الخلافة الأموية ثاني خلافة في تاريخ الاسلام ، كما أنها كانت من اكبر الدول التي عايشها التاريخ ، حيث أن بنو أمية كانوا هم أول من تولى الحكم في هذه الدولة ، كما أنها امتدت ما بين العامين 662 _ 750 م ، وكانت العاصمة فيها في مدينة دمشق في بلاد الشام .

شهدت الدولة الاموية اتساعاً كبيراً في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك ، حيث أن أنها امتدت آنذاك إلى أطراف الصين وإلى جنوب فرنسا من جهة الغرب ، ولكن بعد وفاة الملك هشام ، بدأت الخلافة تنتقل إلى الأبناء والأحفاد ، وكانت هذه أولى مراحل انحطاط الدولة الأموية .

كانت بداية الانحطاط في توقف الفتوحات الاسلامية ، كما أن الدولة الأموية باتت تعاني من نزاعات داخلية حيث أن الذي تولى الحكم من بعد هشام بن عبد الملك هو ابنه الوليد ، والذي كان شاباً حديث السن ولم يكن على دراية كافية بل كان يرغب في أن يعيش حياته ويقضي شبابه ، مما أدى إلى بداية سقوط الدولة الأموية .

وكان الملك هشام دوماً يفكر في أن يخلفه في الحكم ابنه مسلمة الذي كان على قدر كافي من المسئولية ،كما أنه محنك على عكس يزيد الذي لم يكن قادراً على تحمل مسئليو الحكم ، وقام البعض بتأييد هذه الفكرة ولكن البعض الآخر عارض ، مما أخاف هشام بن عبد الملك من الأمر خوفاً من أن يقتل أولاده بعضهما البعض من أجل الحكم ، وعندما أخذ ابنه الولادة الخلافة قام بقتل كل من أيد والده لهذا الأمر ، ومن كان لا يريده أن يكون حاكماً مستغلاً بذلك السلطة التي بين يديه.

وكانت الثورات والنزاعات الداخلية في الدولة الاسلامية بناءً على ما كان يقوم به الوليد بن هشام في حق الناس وفي حق من أيد والده على عدم تعيينه في الحكم ، وبدأت القبائل تثور عليه وقامت القدرية بدعم الثورات لأنها كانت رافضة لحكم بنو أمية ، فدعمت الثورات ومدتهم ب 1000 رجل مع الكثير من المال ،واستمالوا على يزيد بن الوليد فقادهم وتمكنوا من التوجه إلى قصر الملك الوليد وأسره ومن ثم قتله ، وتولى يزيد بن الوليد الحكم فيما بعد وحاول جاهداً أن يكون الخليفة الصالح للدولة الاموية ، وأن يزدهر بالدولة الاسلامية ويعيدها إلى عصر عمر بن عبد العزيز ، فقام بوضع نظام التقشف ، كما أنه أعاد رواتب الجنود إلى ما كانت عليه سابقاً ، حيث أن الوليد كان قد رفعها وأصبحت مبالغ طائلة جداً ، هذا لاأمر أدى إلى انقلاب لاجنود عليه ، وكانوا يطلقون عليه اسم الناقص ، جميع هذه الأمور كانت نسبباً قوياً لتدهور الدولة الأموية وانتكاسها .

ما هي الصحراء



إنّ ممّا يميز كوكب الأرض عن باقي الكواكب هو تنوّع التضاريس الموجودة على سطحه، فنرى الأماكن الخضراء والبحار التي تشكل ما يقارب ثلاثة أرباع مساحة سطح كوكب الأرض، وهنالك أيضاً الصحارى والتي تشكل ثلث مساحة اليابسة على كوكب الأرض.


والصحراء هي أحد الأشكال الجغرافية لليابسة على سطح كوكب الأرض والتي تتميز بعدم قدرة النباتات على العيش فيها فلا تنمو فيها إلّا بعض أنواع النباتات كنبات الصبّار، وممَا يميز الصحراء أيضاً هو قلة معدل سقوط الأمطار إلى أقل من 250 ملم سنوياً والتي قد تصل إلى الجفاف أحياناً كصحراء أتاكاما في أميركا الجنوبية والتي امتازت بالجفاف لما مدته أربعة قرون من الزمن فلم تهطل عليها في تلك الفترة أيّ قطرة ماء على الإطلاق.

وتتواجد معظم الأراضي الصحراوية في العالم حول مدار السرطان في شمال الكرة الأرضية والجدي في جنوبها وهنالك أيضاً ما يعرف بالصحراء الباردة أو المتجمدة والتي توجد في الأقطاب، وتتميز الصحراء بشكل عام بالمناخ القاري كما يسميه العلماء إذ أنّها تتميز بارتفاع درجات الحرارة نهاراً إلى درجات كبيرة جداً وانخفاضها في المقابل ليلاً مما يشكل فرقاً كبيراً في درجات الحرارة وهو ما يشكل ضغطاً على الصخور في تلك المناطق ممّا يؤدي إلى تكسرها بشكل مستمر.

وكما أنّ الكائنات الحية تتقلم باختلاف أنواعها مع البيئة التي تعيش فيها، فقد تطورت بعض أنواع الكائنات الحية لتتكيف مع الصحراء، فمن النباتات التي تأقلمت مع البيئة الصحراوية فتأخذ بعض النباتات حاجتها من الماء وتخزن ما يكفيها لمدة طويلة من الزمن، كما أنّ هنالك أنواعاً أخرى من النباتات التي تمتص المياه الجوفية من أعماق كبيرة جداً، كما أنّ النباتات الصحراوية قامت بتحويل أوراقها إلى أشواك للتقليل من استهلاك المياه فيها.

أمّا الحيوانات التي تكيفت مع الصحراء فيعد الجمل أشهرها إذ يستطيع الجمل تخزين الشراب في سنامه كما أنّه يتميز بسرعته في شرب المياه بوقت قصير جداً عند حصوله عليها، كما أن السنام يعد مستودعاً للأغذية التي تكفيه للعيش في الصحراء أياماً عديد فيستطيع بذلك الجمل السير ليالٍ طويلة في الصحراء دون الحاجة إلى طعام أو شراب.

قد تأقلم بعض الأشخاص أيضاً وهم من يعرفون بالبدو مع جوّ البادية، فهم يستطيعون تحمل درجات الحرارة ويعيشون في ما يعرف بالخيام أو في البيوت الطينية التي تتميز بمقاومتها للحرارة، ويتميز البدو بترحالهم المستمر طلباً للماء بشكل أساسي كما أنهم يعملون بشكل رئيسي في رعي الإبل والماشيةن كما يتميز سكان الصحراء بقوة أجسادهم وصحتها بسبب الجو القاسي الذي تأقلم جسدهم للعيش فيه.

الثلاثاء، 10 مايو 2016

لماذا سمي البحر الأسود بهذا الإسم



البحر الأسود من بحار العالم، تتميّز تسميته وترتبط بالألوان، فأين يقع هذا البحر؟ وما هي سبب تسميته بهذا الإسم؟

البحر الأسود هو بحر داخليّ، ويقع هذا البحر في الجهة الجنوبية الشرقية لقارة أوروبا وآسيا، وهو متصل بالبحر الأبيض المتوّسط من خلال بحر مرمرة ومضيق البسفور. كما أنّ البحر الأسود متصل ببحر آزوف بواسطة مضيق "كيرتش". للبحر الأسود عدّة أنهار تصب فيه منها نهر الدانوب من جهة الشمال الغربيّ، ونهر "الدنيستر" ونهر "الدنيير" شمالاً، ومن الجنوب يصب فيه نهر "سقاريا". أمّا جزر البحر الأسود فهي ثلاثة فقط، وهي: جزيرة زميني، وجزيرة كفكن، وجزيرة بيرتيران.



الدول المطلة على البحر الأسود والمستفيد منها هي: دولة أوكرانيا، وتركيا، وجورجيا، وروسيا، وبغاريا، ورومانيا. ويحدّ البحر شرقاً جبال القفقاس، وجنوباً سلاسل جبال البحر الأسود، ومن الجنوب الغربي فتحدّه مرتفعات "أسترنجه"، وغرباً تحده جبال البلقان.


للبحر الأسود أهمية استراتيجية كبيرة نسبة لموقعه الجغرافي وأهمية اقتصادية بالغة الأهمية أيضاً. أمّا أهم ما يعرف به البحر الأسود فإنّه غني بالكائنات البحرية والنباتية النادرة، ويوجد فيه "الكافيار" النوع النادر من السمك القابل للإنقراض في أي وقت. أمّا أهمية موقعه الجغرافي فإنّه بالدول التي يحدّها ويحيط بها يعتبر الطريق البحري الوحيد الذي لا يتجمد من بين بحار العالم كلها في معظم أيّام السنة، وهو أيضاً لأنّه بحر داخلي فيعتبر حلقة الوصل بين أوروبا الشرقية والغربية وبقية دول العالم. كما أنّ يعتبر ملجأ صيفياً للكثير من الزوار لإعتدال مناخه وشواطئه الجميلة.



سبب تسمية البحر الأسود بهذا الإسم:

سمى العرب البحر الأسود بهذا الإسم، وقد تبعت التسميات الأخرى الحديثة لهذا البحر في اللغات الأخرى تسميات قريبة من الإسم العربي، أمّا سبب تسمية هذا البحر بهذا الإسم فإنّ هناك عدّة أقوال في ذلك، فأمّا السبب الأوّل والذي يربط التسمية بـ "الألوان"، فقد كان العرب قديماً يرمزون للإتجاهات في البوصلة بالألوان، حيث كان اللون الأسود يشير إلى جهة الشمال، واللون الأحمر يشير إلى جهة الجنوب، واللون الأصفر يشير إلى جهة الشرق، والبحر الأسود يقع شمالاً ولذلك فقد ارتبط اسمه بموقعه على البوصلة.



أمّا السبب الثاني أو القول الآخر في تسمية البحر بهذا الإسم، فقيل أنّه قد يكون بسبب الرعب والخوف الذي كان البحر يدّبه عند البحّارة، وذلك لكثرة العواصف والرياح القوية، مما جعل اجتياز هذا البحر ينطوي على مخاطر كثيرة، وقد حدثت فيه الكثير من الكوارث البحريّة، وذلك نتيجة موقعه الجغرافيّ في غرب روسيا الباردة شتاء، وجنوب البحر المتوسط الرطب، وأيضاً غرب أوروبا مصدر المنخفضات الجويّة العميقة.

أمّا القول الثالث فإنّه مرتبط بلون مياه البحر الأسود، فلون البحر أزرق وأخف حدّة من مياه البحر الأبيض المتوّسط، ويعود لونها هذا لكثرة وجود العوالق النباتية في مياهه لأنّها عذبة بسبب مصدرها (نهر الدانوب)، ولأنّه بحر شبه منغلق.