من أهمّ ما يُميّز كوكب الأرض هو التنوّع الجغرافيّ والمناخي فيه ووفرة الماء والضوء المُناسب، وهذا التنوّع الفريد أكسب هذا الكوكب ميّزة الحياة عليه وصلاحِهِ للعيش، ومن أبرز المعالم الجغرافيّة لكوكب الأرض هي الجبال الشاهقة التي تقوم بدور أساسيّ في حفظ الأرض من الحركات، وخصوصاً حركة الصفائح والhنزلاقات الصفائحيّةP فالجبال يتمّ تشبيهها بأنّها كالأوتاد التي تحفظ البيت من السقوط وتُقيم دعائمه.
ومن أهمّ السلاسل الجبليّة وأكثرها شُهرة هي سلسة جبال الهملايا، وتكتسب هذه السلسلة الجبليّة شُهرتها بسبب وجود أعلى قمّة في العالم من ضمن جبالها وهي قمّة إفرست التي يصل ارتفاعها إلى قرابة 8848 متراً عن سطح البحر، وهي تُعتبر قمّة العالم. ومن المعلوم أنَّ الجبال تتفاوت في أعمارها ونشأتها؛ فالجبل هو معلم جغرافيّ يتم تشكّله في أغلب الظروف جرّاء الاصطدامات والالتحامات بين الصفائح القاريّة وشبه القاريّة، وهي ما تُدعى بالتحرّكات التكتونيّة، وأيضاً تلعب البراكين بصخورها الناريّة وعمليّات الطيّ دوراً كبيراً في تشكّل الجبال. وتُعدّ جبال الهملايا من الجبال ذات العُمر الجيولوجي الصغير نسبيّاً إذا ما تمّت مُقارنته ببقيّة الجبال الأخرى، وقد كانت نشأة هذهِ السلاسل الجبليّة نتيجة التحام شبه القارّة الهنديّة بالكتلة الآسيويّة التي كانت قد انفصلت عنها منذ حوالي 200 مليون سنّة تقديريّة؛ حيث كانَت نتيجة هذا الالتحام ظهور السلسلة الجبليّة التي يزداد ارتفاعها كلّما زادَ حجم الضغط الصفائحي، ومن الجدير بالذّكر أنَّ طبيعة الصخر الذي تتكوّن منه سلسلة جبال الهملايا هو الصخر الجيري.
تقع جبال الهملايا في القارّة الآسيويّة؛ حيث تمتدّ هذهِ السلسلة الجبليّة الطويلة إلى أكثر من دولة، وهي ستة دول: الهند، والصين، وأفغانستان، والباكستان، ونيبال، وبوتان، وكثيراً ما نسمع أنّها تقع في منطقة التبت، وللعلم فإنَّ التبت هي إحدى مناطق الصين، ولكن تخضع للحكم الذاتيّ، ومن الآثار الطبيعيّة التي تَمدّها السلسلة الجبليّة العملاقيّة هي الأنهار الثلاثة التي تُعدّ سلسلة جبال الهملايا من أبرز روافدها وهي:
نهر السند، ونهر الجانج، ونهر ينجتزي، وتشكّل هذهِ الأنهار مصدراً أساسيّاً للماء للمناطق الواقعة ضمن الهملايا.\
وجبال الهملايا بالإضافة إلى اكتسائها بالثلوج فهيَ أيضاً تحوي الأشجار والنباتات، ولكن العامل الرئيسي في توزّع الغطاء النباتي على هذهِ القمم الجبليّة هو ارتفاع السلسة الجبليّة التي تتفاوت من مكان إلى آخر، وتتواجد في هذهِ الجبال والسلاسل شبه الجبليّة أشجار البلوط والكستناء، وفي الجبال المرتفعة تتواجد الأشجار الصنوبريّة، وفي مناطق المُنحدرات الجنوبيّة تنمو أشجار التين والنخيل.
إرسال تعليق