عمر المختار هو محمد فرحات إبريدان محمد مومن بو هديمة عبد الله علم مناف بن محسن بن حسن بن عكرمة بن الوتاج بن سفيان بن خالد بن الجوشافي بن طاهر بن الأرقع بن سعيد بن عويده بن الجارح بن خافي بن هشام بن مناف الكبير، وتعود أصوله لبيت فرحات التابع لقبيلة بريدان، وهي جزء أساسي من قبيلة المنفعة أو المنيف، وتعد هذه القبيلة من أول القبائل الهلالية التي وجدت في برقة.
الولادة
وُلد السيد عمر المختار بن عمر المنفي الهلالي في العام 1858م، واشتهر بعمر المختار، ولُقّب بشيخ الشهداء، وشيخ المجاهدين، وأسد الصحراء، وقاد العديد من المعارك التي حصلت في ليبيا، وهو من أهم وأشهر الشخصيات القتالية العربية والإسلامية.
النشأة
ولد عمر المختار في منطقة البطان التابعة لبرقة، حيث كفله والده وربّاه تربية إسلامية صحيحة، نابعة من التعاليم الصادرة عن الحركة السنوسية التي استمدت مبادئها وأحكامها من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، إلا أنّه لم يعش في كنف والده لمدة طويلة من الزمن، فقد توفي عند ذهابه لأداء فريضة الحج في مكة المكرمة، وبعد وفاة والده تكفله عمه الشيخ حسين بناء على رغبة والده قبل وفاته، وأدخل عمر المختار وشقيقة لمدرسة خاصة بتعليم القرآن الكريم، وبعد ذلك تم التحاقه بالمعهد الجغبوبي، من أجل تلقي العلم مع طلبة العلم من أبناء الأخوان والعديد من القبائل الأخرى.
الإنجازات والأعمال
عمر المختار من أبرز المقاتلين الليبيين الذين تصدّوا للقوات الإيطاليّة عندما دخلت إلى الأراضي الليبية في العام 1911م، وحارب هذه القوات وهو في سن الثلاثة والخمسين، لمدة تجاوزت العشرين عاماً، وخاض العديد من المعارك الضارية، والتي أدت في نهاية المطاف لاعتقاله من قبل القوات الإيطاليّة، وتمت محاكمته وإصدار حكم الإعدام شنقاً بحقه، وتم تنفيذ حكم الإعدام وهو في سن 73 عاماً، على الرغم من شعوره الكبير بالتعب والإرهاق والحمى في ذلك الوقت.
واستمر القتال بين المجاهدين والجيوش الإيطالية التي اجتاحت ليبيا إلى أن تم أسر عمر المختار في أثناء زيارته لضريح لصحابي رويفع بن ثابت بمدينة البيضاء، وظل قوياً وشامخاً حتى في أسره رغم مرارة السجن وعذابه، ثم تم عقد محكمة له بالرغم أنهم كانوا قد حضَّروا المشنقة له قبل عقد المحاكمة، وقد تبنى جميع العمليات الجهادية التي تمت ضدهم وتم شنقه 4 جمادى الأولى سنة 1350هـ ـ 16 سبتمبر 1931م وهو يتلو القرآن الكريم، رحمه الله كان شامخاً طول حياته ومات وهو شامخ.
الهدف من الإعدام
الهدف الرئيسي من وراء إعدام عمر المختار في ذلك الوقت هو قتل وإضعاف الروح القتالية لدى المقاومين الليبيين، بالإضافة إلى إخماد الثورة وتوقفها بشكل نهائي، إلا أن إعدامه جاء بنتائج عكسية لتوقعات القوات الإيطاليّة، فقد زادت هذه الخطوة المعارك والثورات القتالية، والتي أدت في نهاية المطاف لدحر العدو عن البلاد وحصول ليبيا على استقلالها.
تعاطف الناس وحبهم للمختار
عمر المختار من الشخصيّات البارزة التي حصلت على إعجاب وتعاطف أعداد كبيرة من الأشخاص سواء في حياته أم بعد مماته، لدرجة وصول أخبار هذا الشخص الكبير في السن والذي وهب حياته من أجل المحافظة على كرامة دينه وبلاده إلى العديد من المسلمين العرب في مختلف أنحاء العالم.
أقوال عمر المختار :
إنّ الظلم يجعل من المظلوم بطلاً، وأمّا الجريمة فلا بدّ من أن يرتجف قلب صاحبها مهما حاول التظاهر بالكبرياء.
إنّني أؤمن بحقي في الحرية، وحق بلادي في الحياة، وهذا الإيمان أقوى من كل سلاح.
لما حكم القاضي على عمر بالإعدام شنقاً حتى الموت قهقه عمر بكل شجاعة قائلاً الحكم حكم الله لا حكمكم المزيف.
لئن كَسَرَ المدفع سيفي فلن يكسر الباطل حقي.
إن الضربة التي لا تقصم ظهرك تقويك. سوف تأتي أجيال من بعدي تقاتلكم، أمّا أنا فحياتي سوف تكون أطول من حياة شانقي.
أماه لا تجزعي فالحافظ الله إنا سلكناً طريقاً قد خبرناه
إرسال تعليق